اخلع نعليك و ضع ربطة عنقك جانبا

نشر بتاريخ: السبت، 13 يناير 2018 طباعة البريد الإلكتروني

 بقلم: هاني أبوالقاسم

 

المشوار أطول مما كنا نظن يا صديقي، يبدو لي أن الأوان قد حان لأخلع نعلي في هذا الواد المقدس و أمشي حافيا لأتعلم من الحفاة الجوعى أن البديهة لا تحتاج إلى شهادات و ألقاب.

لن يكفيك أن تشمر عن قلم مملوء بحبر رخيص لتملء الدنيا ضجيجا عن شعارات قد تعتقد صادقاً أنك مؤمن بها، في الوقت الذي كان و مازال حبرك هو مجرد مِحاية مُلئت لك بحكم واقعك وأنت أضفت عليها بضع قطرات من حبر مستورد و اعتقدت بعدها أنك ملكت أطراف الفِكر و مكّنتك كل الآلهة مجتمعة من نواصي الحكمة و الكلِم.

الآن أفرغ حبر قلمك كاملاً و اخلع نعليك و ضع ربطة عنقك جانبا، هيا بنا نسير لنطرح الأسئلة، لا لنحاول أن نجد الإجابات، لأنه على ما يبدو أن الأسئلة التي كنا نبحث عن إجابتها، كانت أسئلة خاطئة في المقام الأول و ليس ثمة مصيبة أدهى من أن تفني دهراً، لتجد إجابة صحيحة على سؤال خاطئ.

 

في الوقت الذي نقطع فيه هذا الواد المقدس حفاة مثقلين، لن ينتظرنا الكون، فهو آخذ في المضي قدماً، و في أحيان كثيرة سيتدخل ليُغير الأسئلة التي يجب أن تُطرح.

 

راودتني خاطرة أن ألحق بالكون، وأترك هذا الوادي، تماماً كما فعل مصطفى سعيد. أزعجتني فكرة أن نكون ترس صغير في عجلة سائرة إلى الأمام في مقابل أن نترك العجلة الأخرى تدور إلى الخلف في تسارع مخيف.

الزيارات: 4311