مذكرات كديس مستشفىاحمد عبدالرحمن محمد حمد
لم اعرف لهذا المكان اسما كل مااعرفه اني ولدت هنا مع اخوتي الست لا اعرف شيئا سوي اللهو مع اخوتي والرضاعه وقليلا من المعلومات التي ترد من الخارج عن طريق امي وبعض صديقاتها اللائي ياتين الي زيارتنا حتي اتي ذلك اليوم المشؤم.
كنت الهو مع اخوتي في انتظار عوده امي مصدر غذائنا الوحيد فاذا بها تدخل نافره الذيل مقوسه ظهرها مشرعه اذنيها مكشره عن انيابها وبصوت كالفحيح قامت بطردنا ولم تسمح لنا حتي بحق الرضعه الاخيره ركضت مسرعا اتقاء غضبها حتي انقطعت انفاسي فتوقفت استعيد انفاسي واحدد موقعي نظرت حولي لم اجد اخوتي فقط مخلوقات غريبه الشكل تخلو من الفرو والزيل تمشي علي قوائمها الخلفيه فقط اسرني المنظر فارخيت زيلي متاملا فيهم ميزت نوعين منهم عن طريق الصوت لاحقا عرفت ان ذوي الصوت الناعم يدعون بالنساء اما ذوي الصوت الخشن هم الرجال افقت من تاملاتي علي صوت بطني تصيح طالبه الطعام بدات رحله بحث مضنيه حتي اجتذبتني رائحه شهيه تبعت حدثي فقادني الي قاعه واسعه تتناثر فيها المقاعد وتكتظ بالبشر لاتسمع فيها الا اصوات القضم والطحن والمضغ تحسست طريقي بينهم علئ احظي بما يسد رمقي وجدتهم يناولون شخصا اوراق ملونه يعطيهم مقابلها الطعام كم هو احمق كيف يبادل الطعام باوراق لاتسمن ولا تغني من جوع عرفت فيما بعد ان هذه الاوراق تتحكم بحياه البشر وهي مصدر سعادتهم لاجلها يعملون ولها يبذلون الغالي والنفيس ولها تنشأ الحروب والنزاعات اذدادو حمقا في نظري كيف يجعلون اوراقا تحكم حياتهم ويدعون انهم مخلوقات عاقله? تركت حمقهم جانبا وبدات افكر في وسيله توصلني للطعام فتفتق ذهني عن فكره جهنميه لم لا اتسول الطعام لم نظره الاستنكار هذه انتم ايضا تتسولون معشر البشر بل وتقضون نصف عمركم بالتسول بزريعه انكم اطفال او طلاب بارعون انتم في التبرير لانفسكم. بدات اشدو بصوتي الرخيم مييييييييييييياو بصوت واحد وكانهم متفقين اصلا بس بس بس بس بكسر الياء ارفع نبره صوتي مييييييييييييياو يبدو ان احدهم قد انزعج جدا من صوتي فيرمي لي بكسره خبز اخذها علي مضض ملوحا بزيلي يظن المسكين اني اشكره ولايدري اني هززت زيلي مستنكرا كيف لا يعرف اني لاحم ولست عاشبا ولكن تحت وطأه الجوع التهمها واخرج لاكتشف المكان.
شد انتباهي شخص يرتدي معطفا ابيضا يطل منه الوقار شدني اليه هذا الوقار فتبعته لاكتشف كنهه ، دخل غرفه يحتلها الكثير من ذوي المعاطف البيض يتضاحكون ويلهون وقفت مستمتعا اتطلع اليهم فجأه كف اللاعب وسكت الناطق وتوجهت كل العيون الي شخص دخل حديثا يبدو انه كبيرهم من الهيبه ونظره الصرامه التي تطل من عينيه لم يجود عليهم بكلمه فقط استدار وخرج فتبعه الجميع بتشكيل منتظم تبعتهم بغريزه حب الاستطلاع التي تعرف عندكم بالشمار انتقلو الي غرفه ضخمه جدا تزدحم بالاسره والبشر وقفو عند اول سرير وبدأ احدهم بالقراه من شئ يمسكه في يده بلغه لم افهمها استرسل برهه من الزمان حتي استوقفه كبيرهم صارخا ونشأت علاقه عكسيه فكلما إذداد صراخ كبيرهم خفت صوت ذو المعطف الابيض حتي تحول الي همس فتبرير فاعتزار وسط غمزات وهمزات المرضي الشامتين ثارت بداخلي الكرامه فقررت ان اتدخل لحل النزاع وقبل حتي ان اصل كبيرهم ركلت بخمس اقدام مترافقه مع صوت الكل بس بس بس بس لم يوجعني الركل بقدر ماأغضبني ذل اصحاب المعاطف البيضاء يزلون وتهدر كرامتهم ويعتزرون سائني هذا الموقف فقررت ان اخرج قبل ان تخرج معدتي احمالها.
تنسمت هواء الخريف المنعش في الباحه كم هذا المكان هادئ وجميل نظرت علي البعد فوجدت شابا وفتاه من ذوي المعاطف البيض يتناجيان ويرشفان ذلك السائل الاسود ذكي الرائحه كريه الطعم تسللت حتي استرق السمع وبرغم ثقتي التامه بحاسه سمعي لم اسمع حرفا نظرت اليهم متعجبا فلمحت نظراتهم التي تفيض سعاده ودفئا فيما يعرف بلغه العيون اقتربت منهم اكثر بعد ان احسست بالامان معهم سرعان مااكده الشاب وهو يربت علي ظهري بكل رفق استرخيت لهذا المساج واغمضت عيني مستمتعا، غادرت الفتاه لتحضر المزيد من السائل الكريه وما ان اختفي وقع خطواتها حتي شعرت بضربه قويه علي ظهري مترافقه مع النغمه المشؤومه بس بس بس بس اطلقت ساقاي للريح لابتعد عن هذا المزيف الذي يدعي الطيبه امام فتاته وبينما انا راكضا إذ المح فتاته تتبادل النظرات مع شاب اخر يلوح بمفتاح تلك الاله المزعجه التي دهست منا الالاف ويبتسم ابتسامه تزيد من وسامته يدق قلبي فرحا فهاهو القدر يقتص لي باسرع مما اتصور سينتظر طويلا هذا البائس.
اعود لانجو بنفسي من هذا العالم المزيف لاستجدي طعامي واحمد الله ان خلقني قطا .
